1- محيطهم الإنكليزي: يستعمل الأطفال في المدارس اللغة الإنكليزية، ويشاهدون الرسوم المتحركة بالإنكليزية، ويقرؤون القصص الممتعة بالإنكليزية أيضاً، كما يتكلمون مع إخوتهم وإصدقائهم بها. لذا، فالإنكليزية هي لغتهم الأم، حتى لو كانت لغة الوالدين في المنزل هي العربية.
2- العامية أم الفصحى: يسمع أبناؤنا لهجتنا ويفهمونها، فيعتادون على سماع العربية اللبنانية أو المصرية أو العراقية أو السورية، كما يشاهدون أحياناً مسلسلات تلفزيونية بتلك اللهجة. ولكن عندما يأتي لزيارتنا صديق يتكلم لهجة أخرى، تجد أطفالنا حيارى في "اللغة" التي يتكلمها. وتكبر المشكلة عندما يذهب الطفل إلى دروس اللغة العربية ليتعلم "لغة" جديدة تُدعى (الفصحى). فبعد أن اعتاد طلب الماء بالقول "بدي مي" أو "عاوز ميّ" عليه القول "أريدُ ماءً". وعليه دراسة الكثير من القواعد التي تشرح حركات الكلمات، وتصريف الأفعال، وقواعد المثنى، وكان أخواتها، ووو. ويسأل هنا، لماذا كل هذا؟! ويجري مسرعاً للجوء إلى الإنكليزية كملاذه اللطيف الآمن.
3- الشِّدة والتلقين: معظم مدرسي اللغة العربية تعلموا العربية في بلاد نشأتهم العربية، حيث درسوها هناك كلغتهم الأولى من مناهج قديمة وجافة، وبطرق تدريسية تعتمد العصا أكثر من الجزرة، إن وُجدت. ويميل الكثير منهم، ربما لا شعورياً، لتلقين العربية بذات الطريقة القديمة، ظانين أنها نجحت معهم وستنجح مع أبنائهم وأبنائنا. والكثير منهم لا يلاحظون بأن المدارس هنا تعتمد أسلوب التعلم عن طريق اللعب والاستنتاج، ولا وجود للحفظ والبصم والتلقين.
كيف نتعامل مع تعليم العربية كلغة ثانية؟
كان لا بد لنا من جَسرِ الفجوة بين نظامي التعليم وتحبيب العربية لأطفالنا. فنحن نخسر جيلاً كاملاً من أبناء المهاجرين الذين يفقدون الصلة مع أقاربهم وبلاد أهلهم لفقدان عامل اللغة. وهنا، جاءت فكرة منهاج "كتابي" لتعليم العربية بطريقة بسيطة ومبسطة. ولتسهيل العملية اعتمدنا فيه على:
1- تقديم كتاب مصور وملون، فيه الكثير من التمارين المبنية على اللعب، بالإضافة إلى استخدام الفيديوهات المساعدة،
2- استخدام طريقة مكافأة الطفل وتحفيزه على مضاعفة مجهوده للتنافس مع أقرانه والحصول على أكبر عدد من الأختام، ومن ثم الجوائز،
3- استخدام أمثلة ومفردات قريبة من محيط الطفل، حيث تُستخدم بنفس اللفظ في العديد من اللهجات،
4- ترتيب أحرف الكتاب لا يعتمد الترتيب الأبجدي، بل شكل الحرف. فيبدأ الكتاب بتعليم حروف (ب، ت، ث، ن، ي) التي لها ذات الشكل تقريباً مع اختلاف التنقيط، ثم ينتقل ليتعلم الأحرف الموصولة من طرف واحد (أ، د، ذ، ر، ز، و)، وهكذا،
5- تنسيق الكتاب بسيط جداً والتمارين مكررة. فالطفل من الدرس الثاني أو الثالث يعرف أن عليه القيام بتمرينين بسيطين بعد تعلم الحرف، وقد فعل مثلهما في الدرس السابق.
المنهج لايزال في إطار التأسيس، فقد تم إطلاق "كتابي 1" و"كتابي 2" وبحول الله سيتم إطلاق "كتابي 3" بداية 2022. فكل كتاب يخضع للكثير من التجارب مع الأطفال الذين يعطوننا آراءهم بالكتاب لنقدم الأفضل لهم. وقد وصلت الكتب إلى دول عديدة في أربع قارات. المنهاج ربما ليس كاملاً، ولكن يحمل وجهة نظر تختلف عن طرق تعليم العربية بشكل تقليدي.
بقلم: مهند قصار